mercredi 30 avril 2008
00:04

(نزار قبانى,,, 10 سنوات (6


رسالة إلى رجل ما

يا سيّدي العزيزْ ..

هذا خِطابُ امرأةٍ حمقاءْ ..

هلْ كتبَتْ إليكَ قبلي امرأةٌ حمقاءْ ؟

إسمي أنا ؟

دَعْنا منَ الأسماءْ

رانيةٌ ، أم زينبٌ ، أم هندُ ، أم هيفاءْ

أسخفُ ما نحملُهُ ، يا سيّدي ، الأسماءْ

2

يا سيّدي !

أخافُ أن أقولَ ما لديَّ من أشياءْ

أخافُ ـ لو فعلتُ ـ أن تحترقَ السّماءْ

فشرقُكم يا سيّدي العزيزْ

يصادرُ الرسائلَ الزرقاءْ

يصادرُ الأحلامَ من خزائنِ النساءْ

يمارسُ الحَجْرَ على عواطفِ النساءْ

يستعملُ السّكينَ .. والسّاطورَ ..

كي يخاطبَ النساءْ ..

ويذبحُ الربيعَ ، والأشواقَ ، والضفائرَ السوداءْ

وشرقُكم يا سيّدي العزيزْ

يصنعُ تاجَ الشرفِ الرفيعِ .. من جماجمِ النساءْ ..

3

لا تنتَقِدْني سيّدي ..

إنْ كانَ خَطّي سيّئاً ..

فإنّني أكتبُ .. والسيّافُ خلفَ بابي

وخارجَ الحُجرةِ صوتُ الريحِ والكلابِ

يا سيّدي !

عنترةُ العبسيُّ خلفَ بابي

يذبحُني .. إذا رأى خِطابي

يقطعُ رأسي ..

لو رأى الشفّافَ من ثيابي ..

يقطعُ رأسي .. لو أنا

عبَّرْتُ عن عذابي ..

فشرقُكمْ يا سيّدي العزيزْ

يحاصرُ المرأةَ بالحرابِ ..

وشرقُكم ، يا سيّدي العزيزْ

يبايعُ الرجالَ أنبياءً

ويطمرُ النساءَ في التُّرابِ ..

4

لا تنزعجْ !

يا سيّدي العزيزَ .. من سُطوري

لا تنزعجْ !

إذا كسرتُ القُمْقُمَ المسدودَ من عصورِ

إذا نزعتُ خاتمَ الرصاصِ عن ضميري

إذا أنا هربتُ من أقبيةِ الحريمِ في القصورِ .

إذا تمرَّدْتُ على موتي . على قبري . على جذوري

والمسلخِ الكبيرِ ..

لا تنزعجْ يا سيّدي

إذا أنا كشفتُ عن شعوري

فالرجلُ الشرقيُّ .. لا يهتمُّ بالشِّعرِ ولا الشُّعورِ

الرجلُ الشرقيُّ ـ واغفرْ جُرْأتي ـ

لا يفهمُ المرأةَ إلا داخلَ السريرِ ..

5

معذرةً يا سيّدي

إذا تطاولْتُ على مملكةِ الرجالِ

فالأدبُ الكبيرُ ـ طبعاً ـ أدبُ الرجالِ

والحبُّ كان دائماً .. من حِصَّةِ الرجالِ ..

والجنسُ كانَ دائماً

مُخَدَّراً يُباعُ للرجالِ

خُرافَةٌ حُريّةُ النساءِ في بلادِنا

فليسَ من حُريّةٍ أخرى سِوى حُريّةُ الرجالِ ..

يا سيّدي !

قُل كلَّ ما تريدُه عنّي .. فلنْ أُبالي

سطحيّةٌ .. غبيّةٌ .. مجنونةٌ .. بلهاءْ ..

فلم أعُدْ أُبالي

لأنَّ مَن تكتبُ عن همومِها

في منطقِ الرجالِ ، تُدعى امرأةً حمقاءْ

ألمْ أقُلْ في أوَّلِ الخطاب ..

إنّي امرأةٌ حمقاءْ ..

mardi 29 avril 2008
11:30

Que pense Sarkozy?


Hier durant sa marche tout au long de l'avenue Habib Bourguiba au centre ville de Tunis. Une foule immense était là, venue pour l'accueillir sur notre terre fertile, à 17heures. Nicolas devrait penser:
-Ou bien tous ces gens sont des chômeurs qui n'ont rien à faire de leur temps, si non ils devraient être à leur lieu de travail
-Ou bien ils ont tous abandonné leur lieu de travail pour l'occasion, et se sont trouvés un prétexte pour ça
Synthèse============== les tunisiens sont soit des chômeurs soit des fainéants
Ce ci explique le sourire ironique de Nicolas à la vue de ce phénomène.
lundi 28 avril 2008
22:28

(نزار قبانى,,, 10 سنوات (5


مورفين

اللفظةُ طابةُ مطّاطٍ..

يقذفُها الحاكمُ من شُرفتهِ للشارعْ..

ووراءَ الطابةِ يجري الشعبُ

ويلهثُ.. كالكلبِ الجائعْ..

اللفظةُ، في الشرقِ العربيِّ

أرجوازٌ بارعْ

يتكلَّمُ سبعةَ ألسنةٍ..

ويطلُّ بقبّعةٍ حمراءْ

ويبيعُ الجنّةَ للبسطاءْ

وأساورَ من خرزٍ لامعْ

ويبيعُ لهمْ..

فئراناً بيضاً.. وضفادعْ

اللفظةُ جسدٌ مهترئٌ

ضاجعهُ كتابٌ، والصحفيُّ

وضاجعهُ شيخُ الجامعْ..

اللفظةُ إبرةُ مورفينٍ

يحقنُها الحاكمُ للجمهورِ..

منَ القرنِ السابعْ

اللفظةُ في بلدي امرأةٌ

تحترفُ الفحشَ..

منَ القرنِ السابعْ..


(نزار قبانى,,, 10 سنوات (4


الممثلون

(1)

حين يصيرُ الفكرُ في مدينةٍ

مُسَطَّحاً كحدوةِ الحصانْ ..

مُدوَّراً كحدوةِ الحصانْ ..

وتستطيعُ أيُّ بندقيّةٍ يرفعُها جَبانْ

أن تسحقَ الإنسانْ

حينَ تصيرُ بلدةٌ بأسرِها ..

مصيدةً .. والناسُ كالفئرانْ

وتصبحُ الجرائد الموَجَّههْ ..

أوراقَ نعيٍ تملأُ الحيطانْ

يموتُ كلُّ شيءْ

يموتُ كلُّ شيءْ

الماءُ ، والنباتُ ، والأصواتُ ، والألوانْ

تُهاجِرُ الأشجارُ من جذورِها

يهربُ من مكانِه المكانْ

وينتهي الإنسانْ

(2)

حينَ يصيرُ الحرفُ في مدينةٍ

حشيشةً يمنعُها القانونْ

ويصبحُ التفكيرُ كالبغاءِ ، واللّواطِ ، والأفيونْ

جريمةً يطالُها القانونْ

حينَ يصيرُ الناسُ في مدينةٍ

ضفادعاً مفقوءةَ العيونْ

فلا يثورونَ ولا يشكونْ

ولا يغنّونَ ولا يبكونْ

ولا يموتونَ ولا يحيونْ

تحترقُ الغاباتُ ، والأطفالُ ، والأزهارْ

تحترقُ الثمارْ

ويصبحُ الإنسانُ في موطنِه

أذلَّ من صرصارْ ..

(3)

حينَ يصيرُ العدلُ في مدينةٍ

سفينةً يركبُها قُرصانْ

ويصبحُ الإنسانُ في سريرِه

محاصَراً بالخوفِ والأحزانْ

حينَ يصيرُ الدمعُ في مدينةٍ

أكبرَ من مساحةِ الأجفانْ

يسقطُ كلُّ شيءْ

الشمسُ ، والنجومُ ، والجبالُ ، والوديانْ

والليلُ ، والنهارُ ، والبحارُ ، والشطآنْ

واللهُ .. والإنسانْ

(4)

حينَ تصيرُ خوذةٌ .. كالربِّ في السّماءْ

تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ

تمعسُهمْ .. تهرسُهمْ ..

تميتُهمْ .. تبعثُهمْ ..

تصنعُ بالعبادِ ما تشاءْ

حينَ يصيرُ الحكمُ في مدينةٍ نوعاً من البغاءْ

ويصيرُ التاريخُ في مدينةٍ ..

مِمسَحَةً .. والفكرُ كالحذاءْ

حينَ تصيرُ نسمةُ الهواءْ

تأتي بمرسومٍ من السلطانْ

وحبّةُ القمحِ التي نأكلُها ..

تأتي بمرسومٍ من السلطانْ

وقطرةُ الماءِ التي نشربُها

تأتي بمرسومٍ من السلطانْ

حينَ تصيرُ أمّةٌ بأسرِها

ماشيةً تعلفُ في زريبةِ السلطانْ

يختنقُ الأطفالُ في أرحامِهمْ

وتُجهَضُ النساءْ ..

وتسقطُ الشمسُ على ساحاتِنا ..

مشنقةً سوداءْ

(5)

متى سترحلونْ ؟

المسرحُ انهارَ على رؤوسِكمْ ..

متى سترحلونْ ؟

والناسُ في القاعةِ يشتمونَ .. يبصقونْ

كانتْ فلسطينُ لكمْ ..

دجاجةً من بيضِها الثمينِ تأكلونْ

كانتْ فلسطينُ لكمْ ..

قميصَ عثمانَ الذي بهِ تُتاجِرونْ

طوبى لكمْ ..

على يديكمْ أصبحتْ حدودُنا من وَرَقٍ

فألفُ تُشكَرونْ ..

على يديكمْ أصبحتْ بلادُنا

إمرأةً مباحةً .. فألفُ تُشكَرونْ

(6)

حربُ حُزيرانَ انتهتْ ..

فكلُّ حربٍ بعدَها ، ونحنُ طيّبونْ

أخبارُنا جيّدةٌ

وحالُنا ـ والحمدُ للهِ ـ على أحسنِ ما يكونْ

جمرُ النراجيلِ ، على أحسنِ ما يكونْ

وطاولاتُ الزّهرِ .. ما زالتْ على أحسنِ ما يكونْ

والقمرُ المزروعُ في سمائِنا

مدَوَّرُ الوجهِ على أحسنِ ما يكونْ

وصوتُ فيروزَ ، من الفردوسِ يأتي : " نحنُ راجعونْ "

تغَلْغَلَ اليهودُ في ثيابِنا ، و " نحنُ راجِعونْ "

صاروا على مِترَينْ من أبوابِنا ، و " نحنُ راجِعونْ "

ناموا على فراشِنا ، و "نحنُ راجِعونْ "

وكلُّ ما نملكُ أن نقولَهُ :

" إنّا إلى الله لَراجعونْ " ...

(7)

حربُ حزيرانَ انتهتْ

وحالُنا ـ والحمدُ للهِ ـ على أحسنِ ما يكونْ

كُتّابُنا على رصيفِ الفكرِ عاطلونْ

من مطبخِ السلطانِ يأكلونْ

بسيفهِ الطويلِ يضربونْ

كُتّابُنا ما مارسوا التفكيرَ من قرونْ

لم يُقتَلوا .. لم يُصلَبوا ..

لم يقِفوا على حدودِ الموتِ والجنونْ

كُتّابُنا يحيونَ في إجازةٍ ..

وخارجَ التاريخِ .. يسكنونْ ..

حربُ حزيرانَ انتهتْ

جرائدُ الصباحِ ما تغيّرتْ

الأحرفُ الكبيرةُ الحمراءُ .. ما تغيّرتْ

الصورُ العاريةُ النكراءُ .. ما تغيّرتْ

والناسُ يلهثونْ .. تحتَ سياطِ الجنسِ يلهثونْ

تحتَ سياطِ الأحرفِ الكبيرةِ الحمراءِ .. يسقطونْ

الناسُ كالثيرانِ في بلادِنا ، بالأحمرِ الفاقعِ يُؤخَذونْ ...

(8)

حربُ حزيرانَ انتهتْ ...

وضاعَ كلُّ شيءْ ..

الشّرفُ الرّفيعُ ، والقلاعُ ، والحصونْ

والمالُ والبنونْ

لكنّنا .. باقونَ في محطّةِ الإذاعهْ ..

" فاطمةٌ تُهدي إلى والدِها سلامَها .. "

" وخالدٌ يسألُ عن أعمامِه في غَزَّةَ .. وأينَ يقطنونْ ؟ "

" نفيسةٌ قد وضعتْ مولودَها .. "

" وسامرٌ حازَ على شهادةِ الكفاءهْ .. "

" فطمئنونا عنكُمُ ..

" عنوانُنا المخيّمُ التسعونْ .. "

(9)

حربُ حزيرانَ انتهتْ ..

كأنَّ شيئاً لم يكنْ ..

لم تختلفْ أمامَنا الوجوهُ والعيونْ

محاكمُ التفتيشِ عادتْ .. والمفتّشونْ

والدونكشوتيّونَ .. ما زالوا يُشَخِّصونْ

والناسُ من صعوبةِ البُكاءِ يضحكونْ

ونحنُ قانِعونْ ..

بالحربِ قانعونْ .. والسلمِ قانعونْ

بالحرِّ قانعونْ .. والبردِ قانعونْ

بالعقمِ قانعونْ .. والنسلِ قانعونْ

بكلِّ ما في لوحِنا المحفوظِ في السماءِ قانعونْ ..

وكل ما نملكُ أن نقولَهُ :

" إنّا إلى اللهِ لَراجعونْ " ...

(10)

إحترقَ المسرحُ مِن أركانِهِ

ولم يَمُتْ ـ بعدُ ـ الممثِّلونْ ..

dimanche 27 avril 2008
11:34

LE cigarette*




*Ce mot est employé au masculin afin d'atteindre le sens voulu
Je me procurait un cigarette, un jour. Avant de l'acquérir j'ai bien hésité, j'ai bien réfléchi, et j'ai beaucoup attendu. Enfin je cède à la tentation.
Mon cigarette en poche, je cherche vite une chaise, une table, un cendrier et un espace agréable pour fumer. Je prend mon trésor en main, je le fixe des yeux, il me tente.
Je le pose sur mes lèvres, un moment, j'essaye de profiter de cet instant. Je me fais des idées avant d'allumer mon cigarette et de partir avec lui dans un monde virtuel.
Mon accendino (briquet) à la main j'allume mon cigarette.
J'inspire, je marque un moment et j'expire. Je souris à la vue de cette fumée qui part dirigée vers le haut. Elle part dans l'espace formant un nuage rose blanchâtre ou blanc rosâtre. Je souris à la vue de ce nuage, je pose ma tête et je ferme les yeux et je me laisse emporter. Comme si tout s'arrête de tourner autour de moi, toute mon existence tourne autours de ce cigarette, de sa flamme, de mon plaisir, et du nuage.
Taffe après taffe, le nuage s'élargit, s'agrandit, et s'embellit. Une pensée naïve me hante. Et si je monte là haut. Je laisse mes idées s'envoler, m'emporter, dans toutes les dimensions...
Ma tête s'alourdit, et commence à perdre les repères. Le fil de mes idées se rompt, mes réflexions se perturbent, mon cigarette en main et je m'en fou du reste.
Dernière taffe, j'inspire, et je bloque l'air dans mes poumons. Mon cigarette est terminé... Domage, je l'écrase au fond du cendrier. Je ressens le bruit de la craquelure du cendre.
J'expire, la dernière bouffée qui part en l'air.
Un sentiment d'amertume me prend. Mon cigarette est parti. Dommage, avec lui j'ai passé d'agréables moments, j'ai la tête qui tourne.
J'ouvre la fenêtre, je prends une bouffée d'oxygène. Je bois une bonne gorgée d'eau claire...
Je jette un dernier coup d'œil sur mon cigarette. Lui qui m'a déjà tourné le dos, et ne pourra jamais me fixer le regard de nouveau. Il me fuit comme la peste.
Une prise de conscience me tourmente, je me dit bien, c'est bel et bien un cigarette?, je parle bien d'un cigarette?, un simple cigarette?... J'écris un texte, je développe des sentiments pour un cigarette?...
J'esquisse un sourire, mais ce n'est qu'un cigarette, et je ne suis qu'une fumeuse.
Je prend mon briquet, je le contemple bien. Il est encore valable, prêt à enflammer d'autres cigarettes... Et c'est ce qui compte pour moi.
Et ce cigarette, je suis sure que je suis dans son amnésie.

NB: fumer nuit à la santé

(نزار قبانى,,, 10 سنوات (3


القدس

بكيت.. حتى انتهت الدموع

صليت.. حتى ذابت الشموع

ركعت.. حتى ملّني الركوع

سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع

يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء

يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء

يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع

يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع

حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول

يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول

حزينةٌ حجارةُ الشوارع

حزينةٌ مآذنُ الجوامع

يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد

من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟

صبيحةَ الآحاد..

من يحملُ الألعابَ للأولاد؟

في ليلةِ الميلاد..

يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان

يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان

من يوقفُ العدوان؟

عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان

من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟

من ينقذُ الإنجيل؟

من ينقذُ القرآن؟

من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟

من ينقذُ الإنسان؟

يا قدسُ.. يا مدينتي

يا قدسُ.. يا حبيبتي

غداً.. غداً.. سيزهر الليمون

وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون

وتضحكُ العيون..

وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..

إلى السقوفِ الطاهره

ويرجعُ الأطفالُ يلعبون

ويلتقي الآباءُ والبنون

على رباك الزاهرة..

يا بلدي..

يا بلد السلام والزيتون
vendredi 25 avril 2008
23:08

(نزار قبانى,,, 10 سنوات (2


هوامش على دفتر النكسة

كتبت في أعقاب نكسة حزيران (يونيو) 1967

1

أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه

والكتبَ القديمه

أنعي لكم..

كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..

ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه

أنعي لكم.. أنعي لكم

نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه

2

مالحةٌ في فمِنا القصائد

مالحةٌ ضفائرُ النساء

والليلُ، والأستارُ، والمقاعد

مالحةٌ أمامنا الأشياء

3

يا وطني الحزين

حوّلتَني بلحظةٍ

من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين

لشاعرٍ يكتبُ بالسكين

4

لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا

لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا

5

إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ

لأننا ندخُلها..

بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ

بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ

لأننا ندخلها..

بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ

6

السرُّ في مأساتنا

صراخنا أضخمُ من أصواتنا

وسيفُنا أطولُ من قاماتنا

7

خلاصةُ القضيّهْ

توجزُ في عبارهْ

لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ

والروحُ جاهليّهْ...

8

بالنّايِ والمزمار..

لا يحدثُ انتصار

9

كلّفَنا ارتجالُنا

خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ

10

لا تلعنوا السماءْ

إذا تخلّت عنكمُ..

لا تلعنوا الظروفْ

فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ

وليس حدّاداً لديكم.. يصنعُ السيوفْ

11

يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ

يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..

12

ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا

وإنما..

تسرّبوا كالنملِ.. من عيوبنا

13

خمسةُ آلافِ سنهْ..

ونحنُ في السردابْ

ذقوننا طويلةٌ

نقودنا مجهولةٌ

عيوننا مرافئُ الذبابْ

يا أصدقائي:

جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ

أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ

يا أصدقائي:

جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..

أن تكتبوا كتابْ

أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ

أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ

فالناسُ يجهلونكم.. في خارجِ السردابْ

الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ...

14

جلودُنا ميتةُ الإحساسْ

أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ

أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ

هل نحنُ "خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ" ؟...

15

كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري

أن يستحيلَ خنجراً..

من لهبٍ ونارِ..

لكنهُ..

واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ

وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ

يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري...

16

نركضُ في الشوارعِ

نحملُ تحتَ إبطنا الحبالا..

نمارسُ السَحْلَ بلا تبصُّرٍ

نحطّمُ الزجاجَ والأقفالا..

نمدحُ كالضفادعِ

نشتمُ كالضفادعِ

نجعلُ من أقزامنا أبطالا..

نجعلُ من أشرافنا أنذالا..

نرتجلُ البطولةَ ارتجالا..

نقعدُ في الجوامعِ..

تنابلاً.. كُسالى

نشطرُ الأبياتَ، أو نؤلّفُ الأمثالا..

ونشحذُ النصرَ على عدوِّنا..

من عندهِ تعالى...

17

لو أحدٌ يمنحني الأمانْ..

لو كنتُ أستطيعُ أن أقابلَ السلطانْ

قلتُ لهُ: يا سيّدي السلطانْ

كلابكَ المفترساتُ مزّقت ردائي

ومخبروكَ دائماً ورائي..

عيونهم ورائي..

أنوفهم ورائي..

أقدامهم ورائي..

كالقدرِ المحتومِ، كالقضاءِ

يستجوبونَ زوجتي

ويكتبونَ عندهم..

أسماءَ أصدقائي..

يا حضرةَ السلطانْ

لأنني اقتربتُ من أسواركَ الصمَّاءِ

لأنني..

حاولتُ أن أكشفَ عن حزني.. وعن بلائي

ضُربتُ بالحذاءِ..

أرغمني جندُكَ أن آكُلَ من حذائي

يا سيّدي..

يا سيّدي السلطانْ

لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ

لأنَّ نصفَ شعبنا.. ليسَ لهُ لسانْ

ما قيمةُ الشعبِ الذي ليسَ لهُ لسانْ؟

لأنَّ نصفَ شعبنا..

محاصرٌ كالنملِ والجرذانْ..

في داخلِ الجدرانْ..

لو أحدٌ يمنحُني الأمانْ

من عسكرِ السلطانْ..

قُلتُ لهُ: لقد خسرتَ الحربَ مرتينْ..

لأنكَ انفصلتَ عن قضيةِ الإنسانْ..

18

لو أننا لم ندفنِ الوحدةَ في الترابْ

لو لم نمزّقْ جسمَها الطَّريَّ بالحرابْ

لو بقيتْ في داخلِ العيونِ والأهدابْ

لما استباحتْ لحمَنا الكلابْ..

19

نريدُ جيلاً غاضباً..

نريدُ جيلاً يفلحُ الآفاقْ

وينكشُ التاريخَ من جذورهِ..

وينكشُ الفكرَ من الأعماقْ

نريدُ جيلاً قادماً..

مختلفَ الملامحْ..

لا يغفرُ الأخطاءَ.. لا يسامحْ..

لا ينحني..

لا يعرفُ النفاقْ..

نريدُ جيلاً..

رائداً..

عملاقْ..

20

يا أيُّها الأطفالْ..

من المحيطِ للخليجِ، أنتمُ سنابلُ الآمالْ

وأنتمُ الجيلُ الذي سيكسرُ الأغلالْ

ويقتلُ الأفيونَ في رؤوسنا..

ويقتلُ الخيالْ..

يا أيُها الأطفالُ أنتمْ –بعدُ- طيّبونْ

وطاهرونَ، كالندى والثلجِ، طاهرونْ

لا تقرؤوا عن جيلنا المهزومِ يا أطفالْ

فنحنُ خائبونْ..

ونحنُ، مثلَ قشرةِ البطيخِ، تافهونْ

ونحنُ منخورونَ.. منخورونَ.. كالنعالْ

لا تقرؤوا أخبارَنا

لا تقتفوا آثارنا

لا تقبلوا أفكارنا

فنحنُ جيلُ القيءِ، والزُّهريِّ، والسعالْ

ونحنُ جيلُ الدجْلِ، والرقصِ على الحبالْ

يا أيها الأطفالْ:

يا مطرَ الربيعِ.. يا سنابلَ الآمالْ

أنتمْ بذورُ الخصبِ في حياتنا العقيمهْ

وأنتمُ الجيلُ الذي سيهزمُ الهزيمهْ...